وقوله: {وَلَا تَطْغَوْا} قال ابن زيد: (الطغيان: خلاف الله، وركوب معصيته). والطغيان مجاوزة الحد. وقيل: أي لا تتجبروا على أحد. قال ابن جرير: (يقول: ولا تعدوا أمره إلى ما نهاكم عنه).
وقوله: {إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. أي: إنه تعالى بصير بأعمال عباده، لا يغفل عن شيء، ولا يغيب عن علمه شيء، قد أحاط بكل شيء علمًا، فلا يخفى عليه شيء.
وقوله: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}
آية عظيمة من آيات المفاصلة، ونهي الله تعالى عباده المؤمنين الميل إلى أعدائه المشركين أو مداهنتهم أو الرضى بأعمالهم.
ومن أقوال أهل التأويل في هذه الآية:
١ - قال ابن عباس: ({وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}، يعني: الركون إلى الشرك).
٢ - وقال أبو العالية: (يقول: لا ترضوا أعمالهم). وقال: (يقول: الركون: الرضى).
٣ - وعن ابن جريج: ({وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا}، قال: قال ابن عباس: ولا تميلوا إلى الذين ظلموا).
٤ - وعن قتادة قال: (يقول: لا تلحقوا بالشرك، وهو الذي خرجتم منه).
٥ - وقال ابن زيد: (الركون: الإدهان. وقرأ: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: ٩]. قال: تركن إليهم، ولا تنكر عليهم الذي قالوا، وقد قالوا العظيم من كفرهم بالله وكتابه ورسله).
وقوله: {فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}.
أي: فتمسكم النار بركونكم لأهل البغي والشرك والظلم، ثم ليس بكم من دون الله من ناصر ينصركم أو ولي يدفع عنكم عذابه، بل يتخلى الله تعالى عن نصركم ويسلط عليكم عدوكم ولا منجى لكم.
وقوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}.
خِطَابٌ من الله تعالى لنبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم -: أن أقم الصلاة في الغداة والعشي وفي ساعات