للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفريقٌ بين المصيرين، فهذا مصير السعداء المتقين، في جنان النعيم، تجري من تحتها الأنهار، دائمة الظلال والأكل والملذات، على النقيض من أحوال أهل الجحيم والحسرات.

وفي التنزيل:

١ - {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: ١٥].

٢ - وقال تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة: ٣٢, ٣٣].

ومن صحيح السنة المطهرة في آفاق ذلك أحاديث:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد، وأبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [في الجنة شجرةٌ يسيرُ الراكب في ظلها مئة سنة. اقرؤوا إن شئتم: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: ٣٠]] (١).

الحديث الثاني: روى مسلم عنِ جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [يأكل أهل الجنة ويشربون، ولا يمتخطُون ولا يتغَوَّطون ولا يبولون، طعامهم ذلك جُشَاء كريح المسك، ويُلهمون التسبيح والتقديس كما يُلهمون النفس] (٢).

الحديث الثالث: أخرج الطبراني والبزار عن ثوبان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الرجل إذا نزعَ ثمرةً من الجنة عادت مكانها أخرى] (٣).

٣٦ - ٣٧. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٢٥٢)، ومسلم (٢٨٢٦)، والترمذي (٢٥٢٣)، وأحمد (٢/ ٤١٨) من حديث سهل بن سعد وأبي هريرة رضي الله عنهما.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٨٣٥)، وأبو داود (٤٧٤١)، وأحمد (٣/ ٣١٦)، وغيرهم.
(٣) أخرجه الطبراني (١٤٤٩) والبزار (٣٥٣٠)، وذكره الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٤١٤) وقال: رواه الطبراني والبزار إلا أنه قال: "عيد في مكانها مثلاها"، ورجال الطبراني وأحد إسنادي البزار ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>