متابعة في بَسْط النعم الجليلة التي ينتفع بها العبادُ صباح مساء. قال القرطبي:({وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} أي في إصلاح ما يصلحانه من النبات وغيره، والدُّؤوب مرور الشيء في العمل على عادة جارية. وقيل: دائبين في السير امتثالًا لأمر الله، والمعنى يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران. {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} أي: لتسكنوا في الليل، ولتبتغوا من فضله في النهار).
قلت: وفي تعاقب الليل والنهار وحركة الشمس والقمر مواسم للتوبة والاستغفار فيها خيرٌ كبيرٌ.
ومن كنوز صحيح السنة في آفاق مفهوم الآية أحاديث، منها:
الحديث الأول: روى مسلم في صحيحه عن أبي موسى عبد الله بن قيسٍ الأشعري رضي اللهُ عَنْه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:[إنَّ الله تعالى يَبْسُطُ يدَهُ بالليل ليتوبَ مُسيءُ النّهار، ويَبْسُطُ يدهُ بالنهار ليتوبَ مُسيءُ الليل حتى تطلعَ الشمسُ مِنْ مَغْرِبها](١).
الحديث الثاني: روى مسلم عن أبي هريرة رضي اللهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه - حديث رقم - (٢٧٥٩)، كتاب التوبة. باب قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة.