تنبيه لأهل مكة ولمن سار على منهاجهم في الكفر والطغيان وتكذيب الرسل: بأنه ما أهلك الله قرية إلا بعد إقامة حجّته البالغة على أهلها، وبأنه سبحانه لا يؤخر هلاك أمة حان أجل عقابها ونزول الدمار فيها.
في هذه الآيات: اتِّهامُ الكفار محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالجنون، وتنطُّعهم بطلب نزول الملائكة تشهد له بالنبوة إن كان من الصادقين، وردُّ الله تعالى عليهم طلبهم بأن الملائكة إنما تنزل بالرسالة على النبيين، أو بالعذاب على المجرمين، وتأكيدُ الله سبحانه أن هذا القرآن أنزله وتكفل بحفظه ولو كره الكافرون.
وعن الضحاك:({وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} قال: القرآن).
قال النسفي:({إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} يعنون محمدًا عليه السلام، وكان هذا النداء منهم على وجه الاستهزاء، كما قال فرعون:{إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}).
(١) حديث حسن. أخرجه ابن أبي الدنيا في اليقين (٣)، والأصبهاني في الترغيب (١٦٥)، والديلمي في زهر الفردوس (٤/ ١٢٣)، وانظر صحيح الجامع - حديث رقم - (٦٦٢٢).