للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٥) وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (١١٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١٧)}.

في هذه الآيات: تقريب الله تعالى لعباده الحلال الطيب وتحبيبهم شكره، وتحريمه - تعالى - الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله مما يوجب سخطه، وكذلك الافتراء على أمره بالتحليل والتحريم الذي يوجب عقابه.

فقوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}. أَمْرٌ من الله سبحانه عباده بتخيّر الحلال الطيب من الرزق واجتناب الخبيث الحرام من الأموال والطعام، والتماس شكره على نعمه تعالى، فهو المنعم المتفضل الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له. قال النسفي: ({حَلَالًا طَيِّبًا}: بدلًا عما كنتم تأكلونه حرامًا خبيثًا من الأموال المأخوذة بالغارات والغصوب وخبائث الكسوب).

وفي معجم الطبراني بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ما أنعم الله على عبد نعمة فَحَمِدَ الله عليها إلا كان ذلك الحمدُ أفضلَ من تلك النعمة] (١).

وله شاهد عند ابن ماجه بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ما أنعم الله تعالى على عبدٍ نعمة فقال: الحمد لله، إلا كان الذي أعطى أفضلَ مما أخذ] (٢).

وقوله: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} الآية. هو تحريم الله تعالى ما فيه مضرّة في الدين والدنيا من الميتة والدم ولحم الخنزير وما ذبح على غير اسم الله من ذبائح الجاهلية. قال قتادة: (إن الإسلام دين يطهره الله من كلّ سوء، وجعل لك فيه يا ابن آدم سعة إذا اضطررت إلى شيء من ذلك. قوله: {فَمَنِ


(١) حديث حسن. رواه الطبراني من حديث أبي أمامة، وابن السني من حديث أنس بن مالك. انظر صحيح الجامع الصغير - حديث رقم - (٥٤٣٨).
(٢) حديث صحيح. انظر سنن ابن ماجه - حديث رقم - (٣٨٠٥) - كتاب الأدب - باب فضل الحامدين. وصحيح سنن ابن ماجه - حديث رقم - (٣٠٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>