للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه الآية أكثر من تأويل:

١ - قال ابن عباس: (الباقيات الصالحات: الصلوات الخمس).

٢ - وقال سعيد بن جبير وعطاء عن ابن عباس: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر).

وكذلك رواه ابن جرير عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

٣ - وقيل: الباقيات الصالحات النيات والهمات، لأن بها تقبل الأعمال وترفع. قاله الحسن.

٤ - وقيل: الباقيات الصالحات: الأعمال الصالحة، والكلم الطيب، والولد الصالح.

قلت: وأكثر ما ذكر يدخل في مفهوم الباقيات الصالحات. وفي التنزيل:

١ - قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: ١٤].

٢ - وقال تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التغابن: ١٥].

وفي صحيح السنة المطهرة ما يدل أنّ "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" هي عنوان الباقيات الصالحات:

الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد بسند جيد من حديث الحارث مولى عثمان رضي الله عنه قال: [جلس عثمانُ يومًا وجلسنا معه، فجاءه المؤذن، فدعا بماء في إناء، أظنّهُ أنه سيكون فيه مُدُّ، فتوضأ ثم قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ وُضوئي هذا، ثم قال: مَنْ توضأ وُضوئي هذا، ثم قام فصلى صلاة الظهر، غفرَ له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلّى العصر غُفر له ما بينها وبين الظهر، ثم صلّى المغرب غُفِرَ له ما بينها وبين العصر، ثم صلّى العشاء غُفِرَ له ما بينها وبين المغرب، ثم لعله يبيتُ يتمرَّغُ ليلته، ثم إن قام فتوضا وصلى صلاة الصبح غُفِرَ له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات. قالوا: هذه الحسناتُ، فما الباقيات الصالحات

<<  <  ج: ص:  >  >>