للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيموجون في الناس ويفسدون على الناس أموالهم ويتلفون أشياءهم).

٢ - أن يكون الوصف لحالة الخلق قبيل النفخ في الصور لقيام الساعة. واختاره ابن جرير.

قال ابن زيد: (هذا أول القيامة، ثم نفخ في الصور، على أثر ذلك فجمعناهم جمعًا).

قلت: وكلا المعنيين حق، فإن خروج يأجوج ومأجوج وإفسادهم من علامات اقتراب الساعة، والساعة لا تقوم إلا على شرار القوم وهم يتهارجون فيها تهارج الحمر. وفي ذلك أحاديث:

الحديث الأول: أخرج ابن ماجه بسند حسن عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [تفتحُ يأجوجُ ومأجوجُ. فيخرجون كما قال الله تعالى: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} فيعمُّون الأرض، وينحازُ منهم المسلمون، حتى تصيرَ بقية المسلمين في مدائنهم وحصونهم، ويضمون إليهم مواشيهم، حتى أنهم ليمرون بالنَّهر فيشربونه، حتى ما يذرون فيه شيئًا فيمرُّ آخِرُهُمْ على أثرهم، فيقول قائلهم: لقد كان بهذا المكان، مرة، ماءٌ. ويَظْهَرون على الأرض. فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض، قد فرغنا مِنْهم، ولَنُنَازِلَنَّ أهلَ السماء. .] الحديث (١).

الحديث الثاني: أخرج الإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس] (٢).

قلت: فإذا نفخ في الصور واجتمع الجن والإنس جميعًا بين يدي ربهم، نادى الله آدم أن أخرج بعث النار، فتمتلئ جهنم من يأجوج ومأجوج. وتفصيله في:

الحديث الثالث: أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [يقول الله عزَّ وجلَّ: يا آدَمُ! فيقول: لبيكَ وسَعْديكَ! والخيرُ في يديك! قال: يقول: أخرج بَعْثَ النار، قال: وما بَعْثُ النار؟ قال: مِنْ كل ألف تِسْعَ مئة وتِسْعَةً وتسعين، قال: فذاك حين يشيب الصغير، {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} قال: فاشتد ذلك عليهم. قالوا: يا رسول الله أيُّنا


(١) حسن صحيح. انظر صحيح سنن ابن ماجه (٣٣٠٧)، وكتابي: أصل الدين والإيمان (٢/ ١٠٦١) - لتفصيل البحث في علامات الساعة، وصفات يأجوج ومأجوج.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٨/ ٢٠٨). وانظر مختصر صحيح مسلم - حديث رقم - (٢٠٢٢)، والمرجع السابق (٢/ ١٠٦٤) - شهود شرار الناس لقيام الساعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>