للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا}. قال النسفي: (أي أفظن الكفار اتخاذهم عبادي يعني الملائكة وعيسى عليهم السلام أولياء نافعهم بئس ما ظنوا). وقال القاسمي: ({إِنَّا أَعْتَدْنَا} أي هيأنا {جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا} أي شيئًا يتمتعون به عند ورودهم. و"النزل" ما يقام للنزيل أي الضيف. وفيه استعارة تهكمية. إذ جعل ما يعذبون به في جهنم كالزقوم والغسلين، ضيافة لهم).

وفي التنزيل: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [مريم: ٨١، ٨٢].

وفي صحيح ابن ماجه عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، مَنْ عملَ عملًا أشرك فيه معي غيري تركتُه وشِركَهُ] (١).

وفي لفظ: [قال الله عزَّ وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشِّرك. فَمَنْ عَمِلَ لي عَمَلًا أشْركَ فيه غَيْري، فأنا منه بريءٌ. وهو للذي أشرك].

وفي الباب عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري، وكان من الصحابة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إذا جمع الله الأولين والآخرين، يومَ القيامة، لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فيه، نادى مُناد: مَنْ كان أشْرَكَ في عملٍ لَهُ لله، فليطلب ثوابَهُ من عِنْدِ غير الله. فإن الله أغنى الشركاء عن الشِّرك] (٢).

وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.

أي: هل أخبركم بالأخسرين من الخلق؟ إنهم الذين سلكوا مناهج غير مشروعة وعملوا أعمالًا باطلة غير مرضية في ميزان الشريعة، وهم يظنون أنهم مقبولون مرضيون محبوبون، وإنما يفاجَؤون ببوارها يوم القيامة. وهي آية عامة تشمل كل من ضل عن منهاج النبوة، ولو أخلص لأي منهاج آخر.

قال البخاري في صحيحه: حَدَّثني محمدُ بنُ بَشَّار: حَدَّثنا محمدُ بن جَعْفَر: حَدَّثنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو، عن مُصْعَب قال: [سألت أبي {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} هم


(١) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجه (٤٢٠٢) - كتاب الزهد. باب الرياء والسمعة. وانظر صحيح سنن ابن ماجه (٣٣٨٧) - وأصله في صحيح الإمام مسلم.
(٢) حديث حسن. أخرجه ابن ماجه (٤٢٠٣)، الباب السابق. وانظر صحيح سنن ابن ماجه (٣٣٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>