في هذه الآيات: إثباتُ جبريل عليه السلام لنبينا - صلى الله عليه وسلم - أن تَنزُّلَهُ بأمر الله العظيم، له الأمر كله وهو السميع العليم، رب السماوات والأرض وما بينهما -فاعبده يا محمد واصطبر على مشاق الطريق- فهو الأحد الصمد لا شبيه له، وله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم.
أخرج البخاري والترمذي والنسائي عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: [قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: ما يمنعكَ أن تزورنا أكثرَ مما تزورُنا؟ قال: فنزلت: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} الآية] (١).
١ - قال الربيع:{لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} يعني الدنيا {وَمَا خَلْفَنَا} الآخرة {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} والنفختين).
٢ - وعن قتادة:{لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} من أمر الآخرة {وَمَا خَلْفَنَا} من أمر الدنيا (وَمَا {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} ما بين الدنيا والآخرة. أو قال: ما بين النفختين). وروي نحوه عن ابن عباس.
٣ - وقال ابن جريج:{لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} ما مضى أمامنا من الدنيا {وَمَا خَلْفَنَا} ما يكون بعدنا من الدنيا والآخرة {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} قال: ما بينَ ما مضى أمامهم، وبين ما يكونُ بعدهم).
قلت: وكلها أقوال محتملة في تفسير المراد من الآية، واللهُ تعالى أعلم.
وقوله:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}. قال مجاهد:(ما نسيك ربك).
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاوي (٣٢١٨) - كتاب بدء الخلق- وكذلكَ (٤٧٣١)، (٧٤٥٥)، وأخرجه الترمذي (٣١٥٨)، والنسائي في "التفسير" (٣٣٩).