أخرج البزار بسند جيد عن أبي الدرداء يرفعه -قال: [ما أحلَّ الله في كتابه فهو حلالٌ، وما حرَّم فهو حرامٌ، وما سكتَ عنهُ فهو عافية، فاقبلوا من الله عافِيَتَه، فإن الله لم يكن لينسى شيئًا. ثم تلا هذه الآية:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}] (١).
أي: ربك -يا محمد- رب السماوات والأرض وما بينهما، خالق كل شيء والمتصرف في كل شيء، فهو الحاكم لا معقب لحكمه، فاثبت على عبادته. قال النسفي:{وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} أي: اصبر على مكافأة الحسود، لعبادة المعبود، واصبر على المشاق، لأجل عبادة الخلاق، أي: لتتمكن من الإتيان بها).
وقوله:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}. أي: شبيهًا.
قال ابن عباس:(هل تعلم للرب مِثْلًا أو شِبهًا). وقال أيضًا:(ليسَ أحدٌ يُسَمَّى الرحمنَ غيره). وقال ابن جريج:(لا شريكَ لهُ ولا مثل). وعن قتادة:(قوله: ({هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} لا سمى لله ولا عِدل له، كِلّ خلقهِ يقرّ له، ويعترف أنه خالقه، ويعرف ذلكَ، ثم يقرأ هذه الآية:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[الزخرف: ٨٧]).