في نفسه). أو قال:(السّر: ما أسرّ ابن آدم في نفسه. وأخفى: قال: ما أخفى ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعمله، فالله يعلم ذلك). أو قال:(وأخفى: ما لا يعلم الإنسان مما هو كائن). وعن مجاهد:({يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} قال: أخفى: الوسوسة). وقال عكرمة:(أخفى حديث نفسك). وقال سعيد بن جبير:({يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} قال: السرّ: ما أسررت في نفسك، وأخفى من ذلك: ما لم تحدث به نفسك). وقال أيضًا:(أنت تعلم ما تُسِرُّ اليوم، ولا تعلم ما تُسِرُّ غدًا، والله يعلم ما تُسِرُّ اليوم، وما تُسِرُّ غدًا).
قال القاسمي:({اللَّهُ} أي ذلك المُنْزِل الموصوف بهذه الصفات هو الله {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} أي الفضلى، لدلالتها على معاني التقديس والتمجيد والتعظيم والربوبية والأفعال التي هي النهاية في الحسن).
في هذه الآيات: قصة موسى عليه الصلاة والسلام وكيف كان ابتداء الوحي إليه وتكليم الله تعالى له، وذلك بعدما قضى موسى الأجل الذي كان بينه وبين صِهْره في رعاية الغنم وسار بأهله قاصدًا بلاد مصر بعدما غاب عنها أكثر من عشر سنين، فخرج ومعه زوجته فأضل الطريق وكانت ليلةً شاتية، ونزل منزلًا بين شعاب وجبال في ذلك البرد والظلام، فجعل تَقْدَحُ بِزَنْدٍ معه ليوريَ نارًا فلم يخرج شَرَرٌ منه، وهناك ظهر له من جانب الطور نارًا، من جانب الجبل الذي هناك عن يمينه، فقال لأهله يبشرهم إني