وقال:(لا تأتيكم إلا بغتة). وعن سعيد بن حبير:({أَكَادُ أُخْفِيهَا} قال: من نفسي).
وقال السُّدي: اليس أحدٌ من أهل السماوات والأرض إلا قد أخفى الله عنه عِلْمَ الساعة، وهي في قراءة ابن مسعود:{آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ}، يقول: كتمتُها من الخلائق، حتى لو استطعتُ أن أكتُمَها من نفسي لفعلتُ).
وقال قتادة:({أَكَادُ أُخْفِيهَا}، وهي في بعض القراءة {أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ}، ولعمري لقد أخفاها الله من الملائكة المقربين، ومن الأنبياء والمرسلين).
أخرج الإمام أحمد في المسند بسند صحيح عن بريدة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [خمسٌ لا يعلمهُنَّ إلا الله: إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيب، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسِبُ غدًا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}] (١).
وقوله:{لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}. أي: لتثاب كل نفس قضى الله امتحانها في الدنيا بما تسعى. فمن يعمل صالحًا فلنفسه، ومن يعمل غير ذلك فإثمه على نفسه.