بالنقمة والعذاب {ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ}: ثم أحللت بهم العقاب بعد الإملاء {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} يقول: فانظر يا محمد كيف كان تغييري ما كان بهم من نعمة، وتنكري لهم عما كنت عليه من الإحسان إليهم، ألم أبدلهم بالكثرة قلة، وبالحياة موتًا وهلاكًا، وبالعمارة خرابًا؟ يقول: فكذلك فعلي بمكذّبيك من قريش، وإن أمليت لهم إلى آجالهم، فإني مُنْجِزك وعدي فيهم، كما أنجزت غيرك من رسلي وعدي في أممهم، فأهلكناهم، وأنجيتهم من بين أظهرهم).
وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنّ الله لَيُمْلي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه. قال: ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}[هود: ١٠٢]] (١).