للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.

نعتٌ لِمُسْتَحِقّي جنات الخلد والنعيم المقيم، إنهم المؤمنون على منهاج النبوة، أهل العمل الصالح والمسابقة في الخيرات.

وقوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}.

نَعْتٌ لِمُسْتَحِقّي صلي الجحيم والعذاب المهين، إنهم الذين كفروا بالوحي وكذبوا النبوة، فإن جَزاء الاستكبار عن الإيمان بالله وحده ومتابعة الرسل هو نار جهنم.

وفي التنزيل:

١ - قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: ٥٦].

٢ - وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: ٦٠].

وفي جامع الترمذي بسند حسن عن عبد الله بن عمرو، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثالَ الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يُساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسْقون من عُصارة أهل النار، طينةِ الخبال] (١).

٥٨ - ٦٠. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٥٨) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (٥٩) ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٦٠)}.

في هذه الآيات: ثناءُ الله تعالى على المهاجرين والمجاهدين ووعدهم الرزق الحسن وخير المنازل إذا قضوا في سبيل الله والله خير الرازقين. ووعدٌ لِمَنْ بُغِي عليه من المؤمنين فأخرجوا من ديارهم بانتصار الله لهم من المشركين الظالمين.


(١) حديث حسن. أخرجه الترمذي وأحمد. انظر صحيح سنن الترمذي (٢٠٢٥)، وتخريج المشكاة (٥١١٢)، وصحيح الجامع الصغير -حديث رقم- (٧٨٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>