اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (٦٥) وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (٦٦)}.
في هذه الآيات: إخبارُ الله تعالى عن عجائب آياته في هذا الكون، من إنزاله الماء واخضرار الزرع، وتسخيره ما في الأرض والفلك تجري في البحر، وحمله السماء أن تقع على الأرض وإحياؤه الموتى، ولكن الإنسان كفور.
فقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً}.
دلالة جديدة على قدرة الله وعظيم سلطانه، فهو الذي يرسل الرياح فتثير سحابًا، فينزل الماء على الأرض اليابسة الممحلة فتصبح خضراء عُقيب المطر قد أخرجت نباتها بإذن ربها.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ} [الزمر: ٢١].
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}. أي: لطيف باستخراج النبات من الأرض، خبير بحاجة العباد وفاقتهم.
قال ابن عباس: ({خَبِيرٌ} بما ينطوي عليه العبد من القنوط عند تأخير المطر. {لَطِيفٌ} بأرزاق عباده).
وقوله: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}. قال القرطبي: (خلقًا وملكًا، وكلٌّ محتاج إلى تدبيره وإتقانه).
وقوله: {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}. أي: الغني في كل شيء، المحمود على كل حال.
وقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ}.
ذِكْرٌ لنعمة أخرى مما امتن الله به على عباده، فقد سخّر لعباده ما يحتاجون إليه من الدواب والشجر والأنهار وغير ذلك.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي فقال: [خلق الله