للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق، في آخر ساعةٍ من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل] (١).

وقوله: {وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ}.

أي: وكذلك سَخَّرَ لكم الفلك تجري في البحر بأمره، ولكم من جَرْيها منافع كثيرة، في النقل والتجارة والأسفار.

وقوله: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} - هو كقوله تعالى: ({إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [فاطر: ٤١].

قال ابن كثير: (أي: لو شاء لأذن للسماء فسقطت على الأرض، فَهَلك مَنْ فيها، ولكن من لُطْفِهِ ورحمته وقدرته، يُمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه).

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

أي: إنه تعالى رحيم بعباده رغم ذنوبهم وظلمهم، فكل ما سبق بعض أفضاله وآلائه فيهم: من ألوان التسخير الكثيرة، وإمساك السماوات لئلا تقع عليهم، وغير ذلك من النعم وألوان الرزق التي تدل على رأفته سبحانه بهم.

وفي التنزيل:

١ - قال تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ} [الرعد: ٦].

٢ - وقال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [النحل: ٦١].

وفي صحيح البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [لَيْسَ أحدٌ أصْبَرَ على أذى سَمِعَه من الله، إنهم ليدعون له ولدًا، وإنه ليعافيهم ويرزقهم] (٢).


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح -حديث رقم- (٢٧٨٩)، كتاب صفات المنافقين. باب ابتداء الخلق، وخلق آدم عليه السلام.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح -حديث رقم- (٦٠٩٩)، كتاب الأدب، باب الصبر في الأذى، من حديث أبي موسى. وكذلك (٧٣٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>