للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ.

إخبار عن حال المشركين على مدار الزمان، فإنهم يدعون آلهة لا تضر ولا تنفع، ولا علم لهم فيما اختلقوه وائتفكوه، وإنما هو تعظيم مسلك الآباء والأجداد بلا في ليل ولا حجة ولا برهان، ولا يليق التعظيم والكبرياء إلا بالله عز وجل.

وفي التنزيل:

١ - قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص: ٥٠].

٢ - وقال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: ١١٧].

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعِزُّ إزاري، فمن نازعني في شيء منهما عذّبته] (١).

ورواه أحمد عنه بلفظ: [قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفتُه في النار].

وقوله: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}. أي: من ناصر ينصرهم ويدفع عنهم ما كتب الله عليهم من الشقاء والنكال والعقاب.

وقوله: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ}.

أي: وإذا تتلى على مشركي قريش آيات القرآن الواضحة الدلالة والحجة تتبين في وجوههم -يا محمد- العبوس والكراهة لما يسمعون من الحق، شأن المشركين مع الوحي على مدار الزمان.

وقوله: {يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا}.

قال ابن عباس: ({يَكَادُونَ يَسْطُونَ} يقول: يبطشون). أو قال: (يقعون بمن ذكرهم).

وقال مجاهد: (يكادون يقعون بهم).


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٨/ ٣٥ - ٣٦)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٥٥٢) نحوه، ورواه أحمد باللفظ الآخر، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٥٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>