للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال النسفي: ({يَكَادُونَ يَسْطُونَ} يبطشون، والسطو الوثب والبطش {بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} هم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه).

وقوله: {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

قال الضحاك: (يقول: أفأنبئكم أيها المشركون بأكره إليكم من هؤلاء الذين تتكرّهون قراءتهم القرآن عليكم، هي {النَّارُ}، وعدها الله الذين كفروا).

فقوله: {النَّارُ} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي. والمقصود: ستكون النار أغيظَ عليكم -معشر المشركين- من غيظكم من التالين الذكر، وأشد عليكم مما تجدونه من جرّاء ذلك من الضجر والكراهة، بل ستكون النار يوم القيامة مصدر تعاستكم وشقائكم، فبئست النار المستقر والمنزل والمقام لكم.

٧٣ - ٧٤. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (٧٣) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٧٤)}.

في هذه الآيات: تسفيه آلهة المشركين بضرب مثل لعجزها، فهي عاجزة عن خلق ذباب واحد، وهم عاجزون عن الانتصار لها لو سلبها الذباب شيئًا، فضعف الطالب والمطلوب. إنهم لم يقدروا الله حق قدره حين أشركوا به والله هو القوي العزيز.

فقوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ}.

أي: ضرب مثل لسخافة وحقارة الأصنام التي يعبدها المشركون فانصتوا له وتفهّموا مغزاه. قال ابن زيد: (هذا مثل ضربه الله لآلهتهم).

وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}.

أي: إن الذين تدعون وتعبدون من دون الله من الأوثان والطواغيت والسادة والشياطين وغيرهم مما يدعى ويعبد من الآلهة الباطلة لن يقدروا على خلق الذباب المعروف في صغره وضعفه ولو اجتمعوا من أجل ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>