للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنبيائه ومن شاء من عباده، ويختار من الناس من شاء أنبياء يرسلهم إلى الناس لإبلاع رسالاته.

وقد حفلت السنة العطرة بذكر آفاق ذلك في أحاديث، منها:

الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد في المسند، عن أبي زُرعة عن أبي هريرة قال: أجلس جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال له جبريل: هذا الملك ما نزل منذُ خُلقَ قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك ربك: أملكًا أجعلك أم عبدًا رسولًا؟ قال له جبريل: تواضع لربك يا محمد! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا، بل عبدًا رسولًا] (١).

الحديث الثاني: أخرج أحمد وأبو يعلى والبزار بسند صحيح عن علي قال: [قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأبي بكر يوم بدر: مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال، أو يكون في الصف] (٢).

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}. أي: سميع لأقوال عباده، بصير بأعمالهم وشؤونهم.

وقوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}.

أي: يعلم أفعال ملائكته ورسله من قبل أن يخلقهم ومن قبل أن يرسلهم، ويعلم ما يكون مما لم يأت مما هم قادمون عليه وبعد فنائهم، ومَرَدّ الأمور والعباد كله إلى الله سبحانه.

وفي التنزيل:

{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (٢٧) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: ٢٦ - ٢٨].


(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٢/ ٢٣١)، وسنده صحيح على شرط مسلم. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة -حديث رقم- (١٠٠٢).
(٢) إسناده صحيح. أخرجه أحمد في المسند (١/ ١٤٧)، وأبو يعلى (٣٤٠). وانظر كتابي: أصل الدين والإيمان (١/ ٥٤٠) - لتفصيل البحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>