للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكبرياء ردائي، والعزة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما ألقيه في النار] (١).

ورواه أبو داود بلفظ: [قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحِدًا مِنهما، قَذَفْتُهُ في النار] (٢).

٧٥ - ٧٨. قوله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٧٥) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٧٦) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٧٧) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)}.

في هذه الآيات: اجتباءُ الله الرسل، وعلمه بأعمالهم وما هم قادمون عليه وبعد فنائهم، ومرد الأمور والعباد كله إلى الله. وأمْر الله تعالى عباده المؤمنين بإقامة ركوعهم وإتمام سجودهم والتذلل الكامل لربهم وفعل الخيرات لعلهم يفلحون. وأمره لهم بالجهاد في سبيل الله بأموالهم وألسنتهم وأنفسهم وبذل وسعهم في ذلك، فهو اختارهم لدينه واصطفاهم لحرب أعدائه والجهاد في سبيله، وما أراد بهم الحرج والتضييق، بل ملة أبيهم إبراهيم الذي سماهم المسلمين، ليكونوا بذلك شهداء مع نبتهم على بلاع الرسل ضد أممهم المكذبة بذلك يوم القيامة، فليقابلوا شكر هذه النعمة العظيمة بالقيام بحقها من الصلاة والزكاة وإقامة الدين وتمكين الصلة بالله نعم المولى ونعم النصير.

فقوله: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ}.

إخبار منه تعالى أنه يختار من الملائكة رسلًا -كجبريل وميكائيل- يرسلهم إلى


(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٢/ ٢٤٨) ورجاله ثقات. وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٥٤١).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن -حديث رقم- (٤٠٩٠)، كتاب اللباس. باب ما جاء في الكبر. وانظر صحيح سنن أبي داود (٣٤٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>