للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم، فَيُدْعى دومه، فيقال لهم: هل بلَّغَكم هذا؟ فيقولون: لا، فيقال له: من يشهدُ لك؟ فيقول: محمدٌ وأمته، فيدعى محمدٌ وأمتُه، فَيقالُ لهم: هل بلَّغَ هذا قومه؟ فيقولون: نعم، فيقال: وما عِلْمُكُم بذلك؟ فيقولون: جاءنا نبيُّنا، فأخبرنا أن الرسل قد بَلَّغوا فصدَّقناه، فذلك قوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}] (١).

وقوله: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}. أي: فأقيموا الإسلام في حياتكم، وأخصُّ ذلك صلاتكم وزكاتكم. قال ابن كثير: (أي: قابلوا هذه النعمةَ العظيمة بالقيام بِشُكْرِها، وأدّوا حَقَّ الله عليكم في أداء ما افترض، وطاعةِ ما أوجَبَ، وتَرْكِ ما حَرَّم. ومن أهمِّ ذلك إقامُ الصلاة وإيتاء الزكاة، وهو الإحسان إلى خلقِ الله بما أوجبَ للفقير على الغني، من إخراجِ جُزْءٍ نَزْرٍ من ماله في السَّنة للضعفاء والمحاويج).

وقوله: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ}. قال ابن جرير: (يقول: وثقوا بالله، وتوكلوا عليه في أموركم).

وقوله: {هُوَ مَوْلَاكُمْ}. أي: حافظكم ومؤيدكم ومعينكم وناصركم على أعدائكم.

وقوله: {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}. أي: فنعم الولي ونعم الناصر المعين.

وفي المعجم "الأوسط" للطبراني بسند حسن، من حديث أنس، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: [يا وليَّ الإسلام وأهله، مسِّكني بالإسلام حتى ألقاك] (٢).

تم تفسير سورة الحج بعون الله وتوفيقه، وواسع منِّه وكرمه


(١) حديث صحيح. انظر مسند أحمد (٣/ ٣٢)، وصحيح البخاري (٦/ ٢٨٦)، وصحيح الجامع الصغير -حديث رقم- (٧٨٨٩).
(٢) حديث حسن. رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات. انظر: "مجمع الزوائد" (١٠/ ١٨٦)، وكذلك سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٤٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>