للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله شهيدًا عليكم يوم القيامة، بأنه قد بلغكم ما أرسل به إليكم، وتكونوا أنتم شهداء حينئذٍ على الرسل أجمعين، أنهم قد بلّغوا أممهم ما أرسلوا به إليهم).

قلت: وهذا المعنى قد ورد في القرآن وصحيح السنة.

ففي التنزيل:

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: ١٤٣].

ومن كنوز السنة العطرة:

الحديث الأول. أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما - في خطبته -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع أيام التشريق- قال: [ألا إن الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد ثلاثًا] (١).

وله شاهد في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله: [أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته يوم عرفة: ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. وفي لفظ: (وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت وأدّيت ونصحت)].

الحديث الثاني: أخرج البخاري في صحيحه، وأحمد في مسنده عن أبي سعيد، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [يجيء نوحٌ وأمَّتُه، فيقول الله: هل بلَّغت؟ فيقول: نعم، أي ربِّ! فيقول لأمته: هَلْ بلَّغكم؟ فيقولون: لا، ما جاء لنا من نبيّ؟ فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمدٌ وأمته، وهو قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} والوسط: العدل، فَيُدْعَون، فيشهدون له بالبلاغ، ثم أشهد عليكم] (٢).

الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد في المسند والنسائي وابن ماجة في السنن، بسند صحيح عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل، والنبيُّ ومعه الرجلان، والنبيّ ومعه الثلاثة، وأكثر من ذلك، فَيُقال


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٤٠٢)، كتاب المغازي، باب حجة الوداع. وانظر للشاهد بعده مختصر صحيح مسلم -حديث رقم- (٧٠٧) ص (١٨٨).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٦/ ٢٨٦)، (٨/ ١٣٩)، وأحمد (٣/ ٣٢)، وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>