للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (٢٠) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢٣) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (٢٥) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٢٦)}.

في هذه الآياتِ: تبرئة عائشة أم المؤمنين مما رماها به المنافقون، أهل الإفك والبهتان المبين، وتأديب الله تعالى عباده المؤمنين بآداب حفظ أعراضهم وسمعة بيوتهم وعدم الخوض في حكايات الثرثارين والكاذبين، وبيان بعض السنن والحكم التي قضاها الله تبارك وتعالى في العالمين. فإلى تفصيل حادثة الإفك وما تبعها من أحكام وآداب شرعية عالية.

لقد سقطت ورقة عبد الله بن أبي بن سلول في قومه إثر القرآن النازل في تكذيبه، وفضح ما كان من محاولته لإثارة الفتنة وتحريك دعوى الجاهلية بين المسلمين، وذلك أثناء العودة من غزوة بني المصطلق، فكان قومه بعد ذلك يعنفونه ويلومونه كلما ظهرت منه حماقة أو خطأ أو غباء، حتى إن ابنه عبد الله همَّ بقتله والتخلص منه.

يروي ذلك ابن إسحاق بسند حسن، قال: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: [أن عبد الله أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد قتلَ عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه، فإن كنت لا بد فاعلًا فمُرني به، فأنا أحمل إليك رأسَه، فوالله لقد علمت الخزرجُ ما كان لها من رجل أبرَّ بوالده مني، وإني أخشى أن تأمر غيري فيقتلَه، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس، فأقتلَه، فأقتلَ رجلًا

<<  <  ج: ص:  >  >>