ولا تحرجوا الناس. قال سعيد بن جبير. (لا تقفوا على أبواب الناس).
وقوله:{هُوَ أَزْكَى لَكُمْ}. أي رجوعكم أزكى لكم وأطهر وأقرب للتقوى. قال قتادة:(قال رجل من المهاجرين: لقد طلبتُ عُمُري كُلَّه هذه الآية فما أدركتُها: أن أستأذِنَ على بعضي إخواني، فيقول لي: ارجع، فأرجعُ وأنا مغتبط، لقوله:{وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ}).
وقوله:{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}. أي: هو عليمٌ بامتثالكم ما يأمركم به من محاسن الآداب، واجتنابكم ما ينهاكم عنه من قبيحها، وهو بكل شيء عليم.
وقوله:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ}. استثناء من عموم ما سبق، فلا حرج بدخول الأماكن غير المسكونة كالمطاعم والمحلات التجارية والأماكن المعدة لنزول المسافرين والتجار وغير ذلك مما فيه قضاء لحاجاتكم وإيواء لأمتعتكم ومنافع لكم.
قال قتادة:({بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ}: هي الخانات، تكون لأهل الأسفار). وقال مجاهد:(كانوا يضعون في بيوت في طرق المدينة متاعًا وأقتابًا، فَرُخِّصَ لهم أن يدخلوها)، وقال أيضًا في تفسير الآية:(هي البيوت التي ينزلها السفْر، لا يسكنها أحد).
وقوله:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}. قال القاسمي:(وعيد لمن يدخل مدخلًا من هذه المداخل، لفسادٍ، أو اطلاع على عورات. أفاده أبو السعود).