قال ابن زيد:(قال: ربيناك فينا وليدًا، فهذا الذي كافأتنا أن قتلت منا نفسًا، وكفرت نعمتنا). وعن ابن عباس:{وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} يقول: كافرًا للنعمة أن فرعون لم يكن يعلم ما الكفر).
فالمعنى: يقول فرعون: أفبعد أن أنعمنا عليك بالرعاية والتربية والإطعام مدة من السنين في بيتنا، قابلت تلك النعمة أن قتلت منا رجلًا، وجحدت إحساننا إليك.
وقوله تعالى:{قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}. قال مجاهد:(من الجاهلين). أي: أقدمت على ذلك القتل قبل أن يوحى إليّ ويكرمني الله تعالى بالرسالة والنبوة.
قال القاسمي:(أي تقتلوني على القتل الخطأ، فنجاني الله منكم، وزادني إنعامًا {فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا} أي حكمة أو نبوة {وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ} أي: لإبطال دعواك الربوبية، واستئصال شُبَه ما عليه قومك من الوثنية. وطلب إرسال قومي إلى مواطنهم الأصلية).
قال مجاهد:(قهرتهم واستعملتهم). وقال قتادة:(يقول موسى لفرعون: أتمنّ علي أن اتخذت أنت بني إسرائيل عبيدًا). قال ابن كثير:(أي: وما أحسنتَ إليَّ ورَبَّيْتَني مُقابل ما أسأتَ إلى بني إسرائيل! فجعلتهم عبيدًا وخدمًا، تُصرِّفُهم في أعمالك ومشاقِّ رَعيَّتِك، أَفَيفي إحسانُكَ إلى رجلٍ واحدٍ منهم بما أسأتَ إلى مجموعهم؟ ! . أي: ليس ما ذكرتَه شيئًا بالنسبة إلى ما فعلتَ بهم).