للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وقال تعالى: {إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: ٣٧].

٣ - وقال تعالى: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [فصلت: ٤٠].

أخرج أبو نعيم في "الحلية"، وعبد الله بن المبارك في "الزهد" بسند حسن في الشواهد، عن شداد بن أوس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [قال الله عز وجل: وعزتي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي] (١).

وقوله: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ}. قال ابن عباس: (الشرك).

وعن قتادة: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} قال: الإخلاص، {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ} قال: الشرك).

قال ابن كثير: (أي: مَنْ لقي الله مُسيئًا لا حَسَنَةَ له، أو: قد رَجَحت سيئاتُه على حسناته، كُلٌّ بِحَسَبِه. ولهذا قال تعالى: {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}).

وفي الصحيحين عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [ليس أحد يحاسَبُ يومَ القيامة إلا هلك. قلت: أوليس يقول الله: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فقال: إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش في الحساب يهلك] (٢).

٩١ - ٩٣. قوله تعالى {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩١) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (٩٢) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٣)}.

في هذه الآيات: إعلامُ النبي - صلى الله عليه وسلم - قومه أنه أُمِرَ بإفراد الله ربّ هذه البلدة التي حرّمها بالعبادة والتعظيم، وتلاوة القرآن وإقامة الحجة على الناس أجمعين، وحَمْد الله الذي


(١) حسن لغيره. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٩٨)، وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" برقم (١٥٧)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٧٤٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٩٣٩)، وأخرجه مسلم (٢٨٧٦)، وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>