قال ابن جريج، عن مجاهد:(بالأنساب. وقيل معنى ذلك: فعميت عليهم الحجج يومئذ فسكتوا، فهم لا يتساءلون في حال سكوتهم).
وعن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:({فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ} قال: لا يتساءلون بالأنساب، ولا يتماتُّونَ بالقرابات، إنهم كانوا في الدنيا إذا التقوا تساءلوا وتَماتُّوا).
قال الشهاب:{فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ} - فيه استعارة تصريحية تبعية استعير العمى لعدم الاهتداء. فهم لا يهتدون للأنباء. ثم قلب للمبالغة. فجعل الأنباء لا تهتدي إليهم. وضمن معنى الخفاء. فعدّي بـ {عَلَى}. ففيه أنواع من البلاغة: الاستعارة والقلب والتضمين).
قال النسفي:(خفيت عليهم الحجج أو الأخبار. وقيل: خفي عليهم الجواب فلم يدروا بماذا يجيبون إذ لم يكن عندهم جواب {فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ} لا يسأل بعضهم بعضًا عن العذر والحجة رجاء أن يكون عنده عذر وحجة، لأنهم يتساوون في العجز عن الجواب).
أي: فأما من تدارك نفسه في هذه الدنيا من المشركين فأناب إلى الله وأخلص له الألوهية وأفرده بالعبادة والتعظيم، وعَدَّل ما فاته بالعمل الصالح، فهو بإذن الله من الناجين المُنجِحين المدركين رجاءهم السعادة والخلود في جنات النعيم.
في هذه الآيات: كمال علم الله ونفاد إرادته ومشيئته في خلقه وأكثرهم يشركون. وهو سبحانهُ يعلم ما تخفي صدورهم وما يعلنون، وهو الله الإله الحق الأحد الصمد الحَكَمُ وإليهِ يرجعون.