للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العدو أن يجاهِدَهُ، وهابَ الليل أن يكابدَهُ، فليكثر من قول: سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، واللهُ أكبر] (١).

وقوله: {لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا}.

أي: لولا لطف الله ورحمته بنا لخسف بنا كما خسف بقارون الذي تمنّينا مثل حاله بالأمس.

وقوله: {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}. قال ابن جرير: (يقول: ألم تعلم أنه لا يفلح الكافرون، فتُنْجِح طلباتهم).

قال ابن كثير: (يعنون أنه كان كافرًا، ولا يفلحُ الكافرون عند الله، لا في الدنيا ولا في الآخرة).

٨٣ - ٨٤. قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٨٤)}.

في هذه الآيات: إعدادُ الله تعالى في الجنةِ منازل لأهل كرامته الذي كانوا على منهاج النبوةِ ولم يكونوا من المسرفين. وتضاعف الحسنات للمؤمنين ولا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون.

فقوله: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا}.

قال عكرمة: (العُلُوّ: التجبر). وقال سعيد بن جبير: (العلو: البغي).

وقال سفيان الثوري: (العلو في الأرض: التكبّر بغير حق. والفساد: أخذُ المال بغير حق). وقال ابن جُريج: ({لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ}، تَعظُّمًا وتجبرًا، {وَلَا فَسَادًا}: عملًا بالمعاصي).

والمقصود: إنّ الله تعالى أعدّ النعيم المقيم في دار الخلود لعباده الصالحين،


(١) حديث صحيح في الشواهد. أخرجه الإسماعيلي في "المعجم" (١/ ١١٤)، وانظر مستدرك الحاكم (١/ ٣٣)، ومعجم الطبراني "الكبير" (٨٩٩٠)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٧١٤)، وذكر الألباني أنه موقوف في حكم المرفوع، وأورد له بعض الشواهد المرفوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>