للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية: [ولا يَهْلِكُ على الله إلّا هالِكٌ].

٨٥ - ٨٨. قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٨٥) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (٨٦) وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٨٧) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٨)}.

في هذه الآيات: إثباتُ المعاد إلى الله ليجزي نبيّه - صلى الله عليه وسلم - أجر المجاهدين الصابرين، واللهُ تعالى أعلم بعبادهِ المهتدين ممن كان في ضلال مبين. وإعلامُ الله تعالى نبيّهُ رحمته به بإنزال هذا القرآن ليثبته على الحق ولئلا يكونَ ظهيرًا للكافرين، أو يزل في فتنةِ أهل الشرك والهوى فلله الحكم وإليهه جميع الخلق يرجعون.

فقوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ}. قال مجاهد: (الذي أعطاكَ القرآن).

أي: إنَّ الذي أنزل عليكَ القرآن -يا محمد- وافترض عليك أداءه إلى الناس {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} - وهو يوم القيامة، فسائلك عما استرعاكَ من أعباء النبوة.

وقوله: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} فيه أقوال كثيرة:

١ - قال ابن عباس: ({لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}: إلى مَعْدِنِك من الجنة). أو قال: (إلى الجنة). وقال أبو سعيد الخدري: (معاده آخرته الجنة).

٢ - قال أبو مالك: (إلى الجنة ليسألك عن القرآن).

٣ - وقال مجاهد: ({لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قال: يجيء بك يوم القيامة).

٤ - وعن الحسن: (إي والله، إن له لمعادًا يبعثهُ الله يوم القيامةِ، ويدخلهُ الجنة).

٥ - وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ({لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قال: إلى الموت).

٦ - روى البخاري عن عكرمة، عن ابن عباس: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قال: إلى مكة). وقال: (يقول: لرادّكَ إلى مكة، كما أخرجكَ منها). قال مجاهد: (إلى مولدك بمكة).

<<  <  ج: ص:  >  >>