للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وقال تعالى: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة: ٢٧٢].

٣ - وقال تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩)} [الإنسان: ٩].

وفي صحيح مسلم عن أبي موسى قال: [قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمسِ كلمات فقال: إنّ الله عزَّ وجلَّ لا ينامُ، ولا يَنْبَغِي له أن ينامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفعُهُ، يُرْفَعُ إليهِ عَملُ الليل قَبْلَ عَملِ النهار، وعَمَلُ النَهار قَبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ ما انتهى إليهِ بصرهُ من خلقهِ [(١).

فهذا الحديث العظيم، فيه إثبات كثير من صفاته جل ذكره، كصفة الوجه، وصفة البصر، وصفة خفض القسط ورفعه، وصفة القيومية على عبادهِ فهو سبحانه لا ينام لكمال حياته وقيوميته، وصفات أخرى جليلة يمكن استنباطها من هذا النص النبوي الكريم.

وقوله: {لَهُ الْحُكْمُ}. قال النسفي: (القضاء في خلقه). وقال القاسمي: (أي القضاء النافذ في الخلق).

قلت: والمقصود، أنَّ الله تعالى له الملك والتصرف فهو الحاكم الذي سُلِّمَ له الحُكم وَرُدَّ إليهِ.

كما في التنزيل:

١ - قال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} [الأنعام: ٥٧].

٢ - وقال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)} [المائدة: ٥٠].

٣ - وقال تعالى: {أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: ٤٦].

وقد ثبت في السنة الصحيحة أن من أسمائه الحسنى: "الحَكَم".


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (١٧٩)، وأخرجه الطيالسي (٤٩١)، وأحمد (٤/ ٣٩٥)، ورواه ابن ماجه (١٩٥)، وابن حبان (٢٦٦) من حديث أبي موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>