فَسَوّاهن، وسخَّر الشمس والقمر لعباده، يجريان دائبين لمصالح خلق الله، ليقولن الذي خلق ذلك وفَعله الله {فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}. يقول جل ثناؤه: فأَنَّى يُصْرَفون عمن صَنَعَ ذلك، فيعدلون عن إخلاص العبادة له).
أي: ولئن سألتهم -يا محمد- من نَزَّلَ من السحاب مطرًا فأحيا به الأرض من بعد جدبها وقحط أهلها ليقرون أنه الله تعالى. قال القرطبي:({لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}: أي فإذا أقررتم بذلك فَلِمَ تشركون به وتنكرون الإعادةِ. وإذا قَدَر على ذلك فهو القادر على إغناء المؤمنين، فكرر تأكيدًا. {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} أي: على ما أوضح من الحجج والبراهين علي قدرته. {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} أي: لا يتدبرون هذه الحجج. وقيل:{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} على إقرارهم بذلك. وقيل: على إنزال الماء وإحياء الأرض).
في هذه الآيات: إعلامُ الله تعالى بغرور هذه الحياة الدنيا وأن العيش عيش الآخرة لو كانوا يعلمون. وإثبات التوحيد من المشركين لله وإفراده بالدعاء عند الهلع في البحر فإذا نجّاهم الله إلى البر إذا هم يشركون. فَهلّا تفكروا في هذا الحرم الذي جعله الله لهم آمنًا