ومن أقوال المفسرين العطرة في آفاق هذه الآية:
١ - فعن ابن عباس: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} قال: جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا).
٢ - قال الفضيل: (والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به).
٣ - وعن سهل: (والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة).
٤ - وقال أبو عمرو: (أي لنزيدنهم هداية إلى سبل الخير وتوفيقًا).
٥ - وقال الداراني (والذين جاهدوا فيما علموا لنهدينهم إلى ما لم يعلموا، فقد قيل: من عمل بما علم وُفِّقَ لما لا يعلم).
٦ - وعن ابن عطاء قال: (جاهدوا في رضانا لنهدينهم الوصول إلى محل الرضوان).
٧ - وعن الجنيد قال: (جاهدوا في التوبة لنهدينهم سبل الإخلاص، أو جاهدوا في خدمتنا لنفتحن عليهم سبل المناجاة معنا والأنس بنا، أو جاهدوا في طلبنا تحريًا لرضانا لنهدينهم سبل الوصول إلينا).
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا} [مريم: ٧٦].
٢ - وقال تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن: ١١].
٣ - وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: ١٥ - ١٦].
ومن كنوز السنة العطرة في آفاق هذه الآية أحاديث:
الحديث الأول: يروي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تَقَرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحبَبْتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، وإن استعاذني لأعيذنه،