وقوله:{وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ}. قال يزيد بن أبي حبيب:({وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} من السرعة. {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} يقول: واخفض من صوتك، فاجعله قصدًا إذا تكلمت). قال قتادة:(أمره بالاقتصاد في صوته). والمعنى: نهاه عن المبالغة في الكلام، ورفع الصوت فيما لا فائدة فيه.
قال قتادة:(أي: أقبح الأصوات لصوت الحمير، أوّله زفير، وآخره شهيق، أمره بالاقتصاد في صوته). وقال عكرمة:({إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ}: أشرّ الأصوات). وقال ابن زيد:(لو كان رفع الصوت هو خيرًا ما جعله للحمير). وخلاصة المعنى كما قال ابن كثير:(أي: غاية مَنْ رفعَ صوته أنه يُشَبَّهُ بالحمير في عُلُوِّهِ ورفعِه، ومع هذا هو بغيضٌ إلى الله تعالى).
وقال النسائي في كتاب "التفسير"- عند تفسير هذه الآية:
حدثنا قتيبةُ بنُ سعيد، حدثنا الليث، عن جَعْفَر بن ربيعة، عن الأعْرَجِ، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:[إذا سمعتم صياحَ الدِّيكة فاسألوا الله من فَضْلِه، وإذا سمعتم نهيقَ الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، فإنها رأت شيطانًا](١).