للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَتَيَقَّظون ما بين المغرب والعشاء يصلون، وكان الحسن يقول: قيام الليل] (١).

وأخرج الترمذي في الجامع، وابن جرير في التفسير، بإسنادٍ جيد: [عن أنس بن مالك عن هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة] (٢).

وفي صحيح البخاري عن ابن شهاب قال: أخبرني الهَيثَمُ بنُ أبي سِنانٍ أنه سمعَ أبا هريرةَ رضيِ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُصُّ في قَصَصِهِ، وهو يَذْكُرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إنَّ أخًا لكم لا يقول الرَّفثَ، يعني بذلكَ عَبْدَ الله بنَ رواحة.

وفينا رسولُ الله يتْلو كِتابَهُ ... إذا انْشَقَّ مَعْروفٌ من الفَجْرِ ساطِعُ

أرانا الهدى بَعْدَ العمى فَقُلوبنا ... بهِ مُوقِناتٌ أَنَّ ما قالَ واقِعُ

يبيتُ يُجافي جَنْبَهُ عَنْ فِراشِهِ ... إذا اسْتَثْقَلَتْ بالمشركينَ المضاجِعُ] (٣).

وفي المسند للإمام أحمد، والجامع للإمام الترمذي، بسند حسن عن معاذ بن جبل قال: [كنتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سَفَر، فأصبحتُ يومًا قريبًا منه، ونحنُ نَسيرُ، فقلت: يا نبيَّ الله، أخبرني بعمل يُدْخِلني الجنة ويُباعدني من النار. قال: لقد سألتَ عن عظيم، وإنه ليسير على من يَسَّرَهُ الله عليه، تعبدُ الله ولا تشرك بهِ شيئًا، وتقيمُ الصلاة، وتُؤتي الزكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحُجُّ البيتَ. ثم قال: ألا أدلُّكَ على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّةٌ، والصدقة تُطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل في جوفِ الليل. ثم قرأ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}، حتى بلغ {يَعْمَلُونَ}. ثم قال: ألا أخبرُكَ برأس الأمرِ وعمودهِ وذِرْوَةِ سَنامه؟ فقلت: بلى، يا رسول الله. فقال: رأس الأمر الإسلام، وعمُودُه الصلاة، وذروةُ سنامهِ الجهادُ في سبيل الله. ثم قال: ألا أخبرُكَ بملاك ذلكَ كله؟ فقلت: بلى، يا نبي الله، فأخذ بلسانهِ ثم قال: كُفَّ عَليكَ هذا. فقلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتكَ أمُّكَ يا معاذُ، وهل يَكُبُّ الناس في النار على وجوههم - أو قال: على مَنَاخِرهم - إلا حصائدُ أَلسنتهم] (٤).


(١) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (١٣٢١). وانظر صحيح سنن أبي داود (١١٧٣).
(٢) حديث صحيح. أخرجه الترمذي في "التفسير" (٣٤٢٥). سورة السجدة، آية (١٦). انظر صحيح سنن الترمذي (٢٥٥٤)، ورواه ابن جرير في "التفسير" (٢٨٢٣١).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١١٥٥)، كتاب التهجد، باب فضل من تعارَّ من الليل فصلى. ورواه كذلكَ برقم (٦١٥١)، كتاب الأدب، باب هجاء المشركين.
(٤) حديث حسن. أخرجه أحمد (٥/ ٢٣١)، والترمذي (٢٦١٦)، والنسائي في "الكبرى" (١١٣٩٢)، وأخرجه ابن ماجة (٣٩٧٣). وقال الترمذي: حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>