أي: ليعذب الله المستهترين بحمل الأمانة - بعد المعاهدة والتوثيق بحفظها والقيام بها - من المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات. قال قتادة:(هذان اللذان خاناها).
وقال الحسن:(اللذان خاناها، اللذان ظلماها: المنافق والمشرك).
وقوله:{وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}. قال قتادة:(هذان اللذان أدّياها).
وقوله:{وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} قال ابن جرير: ({وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا} لذنوب المؤمنين والمؤمنات، بستره عليها، وتركه عقابهم عليها {رَحِيمًا} أن يعذبهم عليها بعد توبتهم منها).
والمقصود: قَابَلَ الله تعالى مَنْ صَدَقَ من عباده بِحَمْل الأمانة ولم يَسْتَهْتِر بها بالصفح والمغفرة لِما يكونُ من الزَّلَلِ أثناء الطريق، وبالرحمة التي تنجيهم من عذابه في الآخرة. وَقَابَلَ الذين خانوا الامانة بعد توثيق العهد بِحَمْلِها والقيام بلوازمها بالخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، والله لا يظلم أحدًا.
تَمَّ تفسير سورة الأحزاب بعون الله وتوفيقه، وواسع مَنِّه وكرمه
* * *
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٩) - كتاب العلم. وانظر كذلك الحديث (٦٤٩٦).