في هذه الآياتِ: استعجالُ الكفار الساعة استهزاء وكبرًا، وأمر الساعة بيد الله، ويومئذ يجزي المؤمنين الأجر والرزق الكريم، ويخذل المشركين ويوفيهم العذاب الاليم، وأهل العلم مصدقون بأن هذا القرآن هو الحق المبين.
أي: ويستعجلك يا محمد كفار مكة - الذين جحدوا قدرة الله أن يعيدهم بعد فنائهم بهيئتهم قبل فنائهم - بقيام الساعة استهزاء وتكذيبًا، فقل لهم: بلى وربي قسمًا به لتأتينكم، وهذه إحدى ثلاث آيات لا رابع لهن في القرآن يقسم بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على وقوع المعاد لمنكريه. فالآية الأولى في سورة يونس:{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}. وهذه هي الآية الثانية:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ}. والآية الثالثة في سورة التغابن:{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ}[التغابن: ٧].
قال أبو سفيان لكفار مكة:(واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبدًا ولا نبعث). فقال الله: قل يا محمد: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ}.