للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالقمر بحركته آية من آيات الرحمان قدّر له منازل للنقصان بعد تناهيه وتمامه واستوائه {حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}.

قال أبو جعفر: (والعرجون من العذق من الموضع النابت في النخلة إلى موضع الشماريخ). والقديم هو اليابس. قال قتادة: (هو العِذْق اليابس المنحني من النخلة). فالقمر في سيره في منازله إذا كان في آخرها دقّ وتقوس وضاق حتى يصير في آخر الشهر كعنق التمر اليابس المنحني. قال الحسن: (كعذق النخلة إذا قدم فانحنى).

ثم إن هذه الآيات يعيشها كثير من الناس ولا يتدبرونها ولا يستفيدون منها في اقترابهم من الله سبحانه وعلمهم بصفاته وأسمائه جل ثناؤه، فهي آيات عظيمة يزداد المؤمن المتؤمل بها إيمانًا وتعظيمًا لخالق السماوات والأرض، فيزداد له طاعة وخوفًا وحبًا. فالسنة أربعة فصول، لكل فصل سبعة منازل: فأولها الربيع وأوله خمسة عشر يومًا من آذار، وعدد أيامه اثنان وتسعون يومًا، تقطع فيه الشمس ثلاثة بروج: الحَمَل والثور والجوزاء، وسبعة منازل: الشَّرطان والبُطين والثريا والدَّبران والهقعة والهنعة والذِّراع. ثم يدخل فصل الصيف في خمسة عشر يومًا من حزيران، وعدد أيامه اثنان وتسعون يومًا، تقطع الشمس فيه ثلاثة بروج: الشَّرطان والأسد والسُّنْبلة، وسبعة منازل: وهي النثرة والطَّرْف والجبهة والخَراتان والصّرفة والعوّاء والسِّماك. ثم يدخل فصل الخريف في خمسة عشر يومًا من أيلول، وعدد أيامه واحد وتسعون يومًا، تقطع فيه الشمس ثلاثة بروج، وهي الميزان والعقرب والقوس، وسبعة منازل الغُفر والزُّبانان والإكليل والقلب والشولة والنعائم والبلدة. ثم يدخل فصل الشتاء في خمسة عشر يومًا من كانون الأول، وعدد أيامه تسعون يومًا، وربما كان واحدًا وتسعين يومًا، تقطع فيه الشمس ثلاثة بروج: وهي الجدي والدّلو والحوت، وسبعة منازل: سعد الذابح وسعد بُلَع وسعد السّعود وسعد الأخبية، والفَرْغ المقدَّم، والفَرْغُ المؤخَّر، وبطن الحوت. كما ذكر المفسرون.

قال القرطبي رحمه الله: (وهذه قسمة السريانيين لشهورها: تشرين الأول، تشرين الثاني، كانون الأول، كانون الثاني، أشباط، آذار، نيسان، أيار، حزيران، تموز، آب، أيلول. وكلها أحد وثلاثون إلا تشرين الثاني ونيسان وحزيران وأيلول فهي ثلاثون، وأشباط ثمانية وعشرون يومًا وربع يوم. قال: فإذا كانت الشمس في منزل أهلّ الهلالُ بالمنزل الذي بعده، وكان الفجر بمنزلتين من قبله، فإذا كانت الشمس بالثريا في خمسة وعشرين يومًا من نيسان، كان الفجر بالشرطين، وأهلّ

<<  <  ج: ص:  >  >>