ولفظه:[لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النّهار، فسمعه جارٌ له، فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالًا، فهو يُهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيتُ مثل ما أوتيَ فلان، فعملت مثل ما يعمل](١).
وأما ما يذكر عن الحجاج بن يوسف من أنه قرأ {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} فقال عن سليمان عليه السلام: إن كان لحسودًا فالجواب من وجوه:
أولًا: الحسد ليس من أخلاق الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم.
ثانيًا: الأدب واجب على العباد عند ذكر أخبار الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ثالثًا: ربّما يحمل كلام سليمان: هب لي ملكًا لا أُسلبه كما سلبته.
رابعًا: أو المقصود هب لي ملكًا لا يكون لأحد مثله في زماني ليكون حجة على نبوتي وعَلَمًا.
خامسًا: أو رغبة منه من الله ليعلم منزلته في إجابة دعائه وقبول توبته.
سادسًا: أو فيه طموح المؤمن القوي الذي لا يرتاح إلا بالمعالي والقوة ورؤية دولة الحق ودين الله ينتصر.