للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي لغة العرب: القَبْضة: المرة من القبض، والقُبضةُ: المقدار المقبوض بالكف، ومنه الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي موسى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إن اللَّه خلق آدم من قُبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض. .] الحديث. ومذهب السلف في (القبضة واليمين) إثبات ذلك بلا تكييف ولا تحريف ولا تبديل للفظ عما تعرف العرب.

وقوله: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}. قال القرطبي: (ثم نزّه نفسه على أن يكون ذلك بجارحة).

وقال الشوكاني: ({سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} به من المعبودات التي يجعلونها شركاء له مع هذه القدرة العظيمة والحكمة الباهرة).

قلت: ثم أتبع هذه الآية ذكر أهوال القيامة والنفخ في الصور يوم لا ينفع الشرك والرياء أهله بل يفزعون ويتقطعون، كما روى مسلم عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [قال اللَّه تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عَمِلَ عملًا أشرك فيه معي غيري تركتُه وشِركَه] (١).

٦٨ - ٧٥. قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (٧٠) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٢) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (٧٣) وَقَالُوا


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه (٢٩٨٥) - كتاب الزهد - باب تحريم الرياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>