للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رسول اللَّه! وما تأمرنا؟ قال: قولوا حسبنا اللَّه ونعم الوكيل] (١). وفيه عن عبد اللَّه بن عمرو قال: قال أعرابي: يا رسول اللَّه ما الصور؟ قال: [قَرْنٌ ينفخُ فيه].

وعند البخاري عن ابن عباس: [في قوله تعالى {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} قال: الصور. و {الرَّاجِفَةُ} قال: النفخة الأولى، و {الرَّادِفَةُ} قال: الثانية] (٢).

وأما تفصيل النفخة وما قبلها وما بعدها فقد جاء ذلك في صحيح الإمام مسلم من حديثٌ عبد اللَّه بن عمرو قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [يخرج الدجال في أمتي فيمكث فيهم أربعين، لا أدري أربعين يومًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين عامًا، أو أربعين ليلة، فيبعث اللَّه تعالى عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام كأنه عروة بن مسعود الثقفي، فيظهر فيهلكه اللَّه تعالى (وفي رواية: فيطلبه فيهلكه) ثم يلبث الناس بعده سنين سبعًا، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل اللَّه تعالى ريحًا باردة من قبل الشام، فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه. ويبقى شرار الناس في خفة الطير (٣) وأحلام السباع (٤)، لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا. قال: فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون فيأمرهم بعبادة الأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دارّة أرزاقهم حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتًا ورفع ليتًا (أي أمال صفحة عنقه) وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه (أي يطينه ويصلحه) فيصعق ثم لا يبقى أحد إلا صعق، ثم يرسل اللَّه تعالى مطرًا كأنه الطل فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: أيها الناس! هلموا إلى ربكم {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} ثم يقال: أخرجوا بعث النار. فيقال كم؟ فيقال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين، فيومئذ تبعث الولدان شيبًا، ويومئذ يكشف عن ساق. (وفي رواية: فذلك يوم يجعل الولدان شيبًا، وذلك يوم يكشف عن ساق)] (٥).

وقوله: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} فيه أكثر من تأويل:


(١) حديث صحيح. أخرجه الترمذي في السنن. انظر صحيح سنن الترمذي (١٩٨٠).
(٢) رواه البخاري في ترجمة باب. وانظر تخريج المشكاة (٥٥٢٩).
(٣) المراد سرعتهم إلى الشرور والفساد كسرعة الطير.
(٤) المراد العدوان والظلم، فهم إليه كالسباع العادية.
(٥) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٩٤٠) (١١٦)، وأحمد (٢/ ١٦٦)، وابن حبان (٧٣٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>