للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول: أنهم جبريل وإسرافيل وميكائيل وملك الموت. قال السدي: (جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت).

وقيل: جبريل وميكائيل وحملة العرش وملك الموت وإسرافيل.

الثاني: أنهم رضوان والحور ومالك والزبانية. قال الضحاك: (هو رضوان والحور ومالك والزبانية).

الثالث: أنهم الشهداء. فعن سعيد بن جبير: (الشهداء ثنية اللَّه حول العرش متقلدين السيوف).

وقيل: عني بالاستثناء في الفزع: الشهداء، وفي الصعق: جبريل وملك الموت وحملة العرش. ورجحه ابن جرير.

الرابع: أنه موسى عليه السلام. لما جاء في حديث الصحيحين عن أبي هريرة. وفي رواية أخرى: [فأكون أول من رفع رأسه فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أرفع رأسه قبلي أو كان ممن استثنى اللَّه]. وفي طريق آخر: [لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطِشٌ بجانب العرش (١) فلا أدري أكان فيمن صُعِق فأفاق قبلي أم كان ممن استثنى اللَّه].

قال القشيري: (ومن حمل الاستثناء على موسى والشهداء فهؤلاء قد ماتوا غير أنهم أحياء عند اللَّه. فيجوز أن تكون الصعقة بزوال العقل دون زوال الحياة، ويجوز أن تكون بالموت، ولا يبعد أن تكون الموت والحياة فكل ذلك مما يجوزه العقل، والأمر في وقوعه موقوف على خبر صدق).

الخامس: قيل اللَّه أعلم بمن استثنى. فعن قتادة قال: (اللَّه أعلم بثنياه).

وعنه أيضًا: (قوله: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} قال الحسن: يستثني اللَّه وما يدع أحدًا من أهل السماوات ولا أهل الأرض إلا أذاقه الموت. قال قتادة: قد استثنى اللَّه، واللَّه أعلم إلى ما صارت ثنيته. قال: وذكر لنا أن نبيّ اللَّه قال: أتاني ملك فقال: يا محمد اختر نبيًّا مَلِكًا، أو نبيًا عبدًا، فأومأ إليّ أن تواضَعْ. قال: نبيًا عبدًا. قال: فَأُعْطيت خصلتين: أن جُعِلْتُ أوّلَ من تنشق عنه الأرض، وأولَ


(١) أي متعلق به بقوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>