الذي وعدوا به، وإلى الأهوال المحيطةِ بهم، أي قاموا ينظرون ماذا يؤمرون، وقيل بل المعنى ينتظرون ما يفعل بهم.
قال القاسمي:(أي وقوف، يقلبون أبصارهم دهشًا وحيرة، أو ينتظرون ما يحل بهم).
وقوله:{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} فيه أكثر من تأويل:
الأول: قيل المراد أضاءت بعدل ربها، ذكره الحسن. وقال الضحاك:(بحكم ربها). قال القرطبي:(أي أنارت وأضاءت بعدل اللَّه وقضائه بالحق بين عباده. والظلم ظلمات والعدل نور. قال: إشراقها إضاءتها، يقال: أشرقت الشمس إذا أضاءت وشرقت إذا طلعت). وقال النسفي:(وإضافة اسمه إلى الأرض لأنه يزينها حين ينشر فيها عدله، وينصب فيها موازين قسطه، ويحكم بالحق بين أهلها ولا ترى أزينَ للبقاع من العدل ولا أعمر لها منه).
الثاني: قيل بل المراد نور يخلقه اللَّه يوم القيامة. قال ابن عباس:(النور المذكور ها هنا ليس من نور الشمس والقمر، بل هو نور يخلقه اللَّه فيضيء به الأرض). فتكون إضافة النور إلى اللَّه كإضافة المُلكِ إلى المالك.
الثالث: قيل بل المراد أضاءت يوم القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء. فعن السدي:({وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا}: قال أضاءت). وقال ابن جرير:(فأَضاءت الأرض بنور ربها. يقال أشرقت الشمس: إذا صفت وأضاءت، وأشرقت: إذا طلعت، وذلك حين يبرز الرحمان لفصل القضاء بين خلقه) واختاره ابن كثير.
الرابع: قيل بل المراد المعنى الحقيقي وهو أن اللَّه نور السماوات والأرض.
قال قتادة:(فما يتضارّون في نوره إلا كما يتضارون في الشمس في اليوم الصحو الذي لا دخن فيه).
وقال أبو جعفر النحاس: (وقوله عز وجل: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} يبين هذا الحديثُ المرفوع من طرق كثيرة صحاح "وتنظرون إلى اللَّه عز وجل لا تُضامون في رؤيته" وهو يروى على أربعة أوجه: لا تُضامُون ولا تضارُون ولا تضامُّون ولا تضارّون، فمعنى "لا تضامُون" لا يلحقكم ضيم كما يلحقكم في الدنيا في النظر إلى الملوك. و"لا تضارُون" لا يلحقكم ضير. و"لا تضامّون" لا ينضم بعضكم إلى