للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتناهى شبابكم وتمام خلقكم فتصيروا شيوخًا، ومنكم من يفارق الحياة قبل ذلك، إما سقطًا أو صغيرًا أو شابًا أو كهلًا. وإلا فإنه يمضي إلى أجله المحدود وعمره المعدود. إنه تعالى هو المتفرد بالحياة والموت وما أمره إلا كن فيكون.

قال ابن جريج: (قوله: {وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}: تتذكرون البعث). وقال النسفي: ({فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} أي: فإنما يكوّنه سريعًا من غير كلفة).

٦٩ - ٧٦. قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (٦٩) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (٧٤) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥) ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٦)}.

في هذه الآيات: العَجَبُ مِنْ قَوْمٍ يصرفون عقولهم عن الهدى إلى الضلال ويكذبون الوحي والمرسلين، وهم يوم القيامة يسحبون في الأغلال إلى الجحيم، مع التقريع والتوبيخ كذلك يضل اللَّه الكافرين، الذين كانوا يفرحون بالباطل ويخوضون بأهوائهم فبئس -جهنم- مثوى للمتكبرين.

فقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ}.

أي: ألا تعجب يا محمد من هؤلاء المكذبين بالحق المجادلين بالباطل كيف يصرفون عقولهم عن الهدى إلى الضلال. قال قتادة: ({أَنَّى يُصْرَفُونَ}: أنى يكذبون ويعدلون). وقال ابن زيد: (يصرفون عن الحق).

وقوله تعالى: {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.

تهديد ووعيد، للذين كذبوا القرآن والنبوة، وأصروا على العناد والكفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>