قال القرطبي:(أي عن قريب يعلمون بطلان ما هم فيه إذا دخلوا النار وغُلّت أيديهم إلى أعناقهم). قال ابن جرير:(حين تجعل الأغلال والسلاسل في أعناقهم في جهنم).
وقوله تعالى:{فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ}. قال ابن كثير:({إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ}، أي مُتصلة بالأغلال، بأيدي الزبانية يسحبونهم على وجوههم، تارة إلى الحميم وتارة إلى الجحيم). والحميم: هو الماء الحارّ. قال المهايميّ:(لدفعهم برْد اليقين من دلائل الكتاب والسنة {ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} -أي يحرقون- قال: لإحراقهم الأدلة العقلية والنقلية).
وفي جامع الترمذي بسند صحيح عن ابن عباس: [أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قرأ هذه الآية:{اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشَهم، فكيف بمن يكون طعامه] (١).
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة. انظر تخريج: "مشكاة المصابيح" (٥٦٨٣)، وصحيح الجامع الصغير (٥١٢٦).