وقوله:{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}. قال قتادة:(جعله اللَّه نورًا وبركة وشفاء للمؤمنين). أي: قل يا محمد لمعاندي هذا الوحي من قومك: هذا القرآن لمن آمن به فيه هدى لقلبه وشفاء لما في الصدور من الشكوك والريب.
وقوله:{وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}. قال قتادة:(عموا وصموا عن القرآن فلا ينتفعون به ولا يرغبون فيه).
وعن السدي:({وَقْرٌ} قال: صمم. {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} قال: عميت قلوبهم عنه).
وقوله:{أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ}. قال مجاهد:(بعيد من قلوبهم). وقال: ضيّعوا أن يقبلوا الأمر من قريب، يتوبون ويؤمنون فيقبل منهم فأبوا). قال ابن جرير:(معناه: كأنّ من يخاطبهم يناديهم من مكان بعيد لا يفهمون ما يقول).
وقوله:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ}. تعزية من اللَّه لرسوله محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- عما يلقاه من تكذيب قومه، فقد كُذِّب موسى وأوذي من قبل ومعه التوراة -كتاب اللَّه- فقال بعضهم هو حق وقال بعضهم هو باطل كما اختلف قومك في كتابك.
وقوله:{وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ}. قال السدي:(أخروا إلى يوم القيامة). أي: ولولا ما سبق من قضاء اللَّه وحكمه بتأخير عذابهم إلى يوم القيامة لأهلكهم إهلاك استئصال. وقيل: الكلمة السابقة هي العدة بالقيامة وأن الخصومات تفصل في ذلك اليوم ولولا ذلك لقضي بينهم في الدنيا.
وقوله:{وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ}. قال القاسمي:(أي موقع للريب والاضطراب لأنفسهم وأتباعهم، لعمى بصائرهم وتبلد عقولهم، وإلا فالحق أجلى من أن يخفى).