{سَلَفًا} يتقدمون الناس يوم القيامة إلى النار ثم يتبعهم الكفار، ومنهم كفار قومك -يا محمد- هم تَبَعٌ لفرعون وجنوده بالأثر، و {وَمَثَلًا} أي عبرة لمن سيأتي بعدهم لعلهم ينزجرون عن طريقتهم ويتحولون إلى متابعة طريق الرسل.
في هذه الآيات: ردُّ اللَّه تعالى على قريش في قياسهم الفاسد من تشبيه الأنبياء والملائكة بالأصنام غير العاقلة، وأنه تعالى لو شاء لأفنى البشر وجعل بدلًا منهم ملائكة يخلفونهم، وأن خروج عيسى بن مريم آخر الزمان آية من آيات اقتراب الساعة، وأنه دعا وسيدعو إلى توحيد اللَّه وهو بريء من شرك قومه والذين يدّعون الانتساب له.
أخرج الإمام أحمد والطبراني بنحوه بسند حسن عن عاصم بن أبي النَّجود، عن أبي رَزِين، عن أبي يحيى مولى ابن عقيل الأنصاري، عن ابن عباس قال: [لقد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط، فما أدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها، أمْ لم يفطنوا فيسألوا عنها، ثم طفق يُحَدِّثنا، فلما قام تَلاوَمْنا ألا نكون سألناه عنها فقلتُ: أنا لها إذا راح غدًا، فلما راح الغد، قلت: يا ابن عباس! ذكرتَ أمس أنَّ آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط، فلا تدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها! فقلت: أخبرني عنها وعن اللاتي قرأت قبلها. قال: نعم، إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لقريش: يا معشر قريش إنه ليس أحد يعبد من دون اللَّه فيه خير. وقد علمت قريش أن