للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - وقال قتادة: (هذه كلمة من كلام العرب {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} أي إن ذلك لم يكن، ولا ينبغي).

٤ - قال السدي: (لو كان له ولد كنت أول من عبده بأن له ولدًا، ولكن لا ولد له).

قلت: والقول الرابع أقرب للسياق، والمقصود لو فُرض هذا فأنا أول من يعظم ذلك الولد كما يعظم الرجل ولد الملك لتعظيم أبيه، ولكن هذا ممتنع قي حقه تعالى، فالشرط لا يلزم منه الوقوع ولا الجواز أيضًا، كما قال تعالى: {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٤)} [الزمر: ٤].

وقوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}. قال قتادة: (أي يكذبون). والآية تنزيه من اللَّه تعالى لنفسه عما يصفه به الظالمون، أي: تعالى وتَقَدَّس سبحانه عن الولد، فهو فرد صمد، لا نظير له، ولم يكن له كفوًا أحد، وهو رب السماوات والأرض ورب العرش والكل محتاج إليه، فقير إلى رحمته وفضله.

وقوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ}. قال السدي: (يوم القيامة). قال النسفي: ({فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا} في باطلهم {وَيَلْعَبُوا} في دنياهم {حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} أي القيامة، وهذا دليل على أن ما يقولونه من باب الجهل والخوض واللعب).

٨٤ - ٨٩. قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٨٤) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٥) وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٨٦) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٨٧) وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (٨٨) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٨٩)}.

في هذه الآيات: إثباتُ العبودية للَّه سواء في أهل السماء أو في أهل الأرض فهو الملك وإليه أمر الساعة وكل إليه راجعون، ولا يملك أحد الشفاعة إلا بإذنه فأنى يصرفون. إنهم يقرون للَّه بالربوبية ومع ذلك يشركون به في عبادتهم فسوف يعلمون.

فعن قتادة: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} قال: يُعبد في السماء،

<<  <  ج: ص:  >  >>