للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٨. قوله تعالى: {حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨)}.

في هذه الآيات: نزولُ القرآن الكريم في ليلة القدر من شهر رمضان، وهي ليلة خير من ألف شهر، يُفْصَل فيها من اللوح المحفوظ كل أمر محكم لا يتبدل، رحمة من اللَّه الواحد الأحد رب العالمين.

فقوله تعالى: {حم}. هو كسابقه في مفهوم الحروف المقطعة أوائل السور. وأنه يقتضي الإعجاز.

وقوله: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ}. انتصار لهذا القرآن عقب تلك الحروف. فهو الكتاب الواضح في آياته، البين في دلالاته وأحكامه ومعانيه.

وقوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}. هي: ليلة القدر، في شهر رمضان. كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: ١]. وكما قال جل ذكره: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: ١٨٥].

قال قتادة: (أنزل القرآن كله في ليلة القدر من أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ، إلى بيت العزة في سماء الدنيا، ثم أنزله اللَّه على نبيّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الليالي والأيام في ثلاث وعشرين سنة).

وفي سنن ابن ماجة بسند حسن عن أنس بن مالك قال: دخل رمضان. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إنّ هذا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وفيه لَيْلةٌ خَيْرٌ من أَلْفِ شَهْر. مَنْ حُرِمَهَا فقد

<<  <  ج: ص:  >  >>