{رَبِّ} بدل من {ربك}. والمعنى: هو رب السماوات والأرض وما بينهما. ومقصود الشرط: إن كان إقراركم للَّه بالربوبية عن علم وإيقان، فإنه هو الذي أنزل الكتب وأرسل الرسل رحمة بكم، وإنه هو السميع لدعاء عباده وقيلهم العليم بما يصلح أحوالهم.
قال القرطبي:(أي: هو خالق العالم، فلا يجوز أن يشرك به غيره ممن لا يقدر على خلق شيء. {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ} أي: يحيى الأموات ويميت الأحياء. {رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} أي: مالككم ومالك من تقدّم منكم. واتقوا تكذيب محمد لئلا ينزل بكم العذاب).
في هذه الآيات: تضييقُ اللَّه الخناق على مشركي قريش بالدخان والجهد والقحط حتى لجؤوا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يناشدونه بالرحم أن يسأل ربه رفع العذاب، فكشفه تعالى ثم تمادوا فأخزاهم يوم بدر بأشد العقاب.
فقوله تعالى:{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ}. أي: بل هؤلاء المشركون من قريش في شك يمترون ولا يوقنون. قال النسفي:(وإِن إقرارهم غير صادر عن علم وتيقن بل قول مخلوط بهزء ولعب).