في هذه الآيات: اتهامُ الكفار الحق بالسحر، وافتراؤهم الكذب على سيد البشر، وبلاع الرسول المبين لقومه ينذرهم مغبة الاستمرار على الكبر.
فقوله:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ} -يعني القرآن. قال النسفي:({بَيِّنَاتٍ} جمع بينة، وهي الحجة والشاهد، أو واضحات مبينات).
وقوله:{قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}. قال القاسمي:(أي: بادهوه بالجحود أول ما سمعوه، من غير إجالة فكر، ولا إعمال روية).
المعنى: أم يقولون تقوّله محمد، {قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ} على سبيل الفرض، فإنكم لا تقدرون دفع عذاب اللَّه عني، فكيف أفتري على اللَّه لأجلكم.
وقوله:{هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ}. قال مجاهد:(أي تقولونه). وقيل:(تخوضون فيه من التكذيب). قال القرطبي:(والإفاضة في الشيء: الخوض فيه والاندفاع). وفي التنزيل:{فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} -أي دفعتم.